في ظل التحديات الصحية العالمية المتزايدة، تبرز حالات إصابة بفيروس ماربورغ كتهديد جديد لوباء عالمي محتمل. حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية مؤخرًا عن اكتشاف حالات إصابة مؤكدة بهذا الفيروس في رواندا، مما أدى إلى وفاة عدد من الأشخاص. يأتي هذا الإعلان بعد أن حذرت منظمة الصحة العالمية من احتمال أن يشكل فيروس ماربورغ تهديدًا لوباء عالمي جديد.
حالات إصابة بفيروس ماربورغ في رواندا
أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحفي بجنيف عن اكتشاف 36 حالة إصابة مؤكدة بفيروس ماربورغ في رواندا، مما أدى إلى وفاة 11 شخصًا. وأوضح أن الحالات موزعة على سبع مقاطعات، مع وجود 25 مريضًا في العزل و300 شخص تحت المراقبة. صدر هذا الإعلان عقب تحذير منظمة الصحة العالمية من أن فيروس ماربورغ قد يشكل تهديدًا لوباء عالمي جديد.
اشتباه حالات إصابة بفيروس ماربورغ في ألمانيا
أعلنت ولاية هامبورغ الألمانية مساء الأربعاء عن إخضاع شخصين للفحص الطبي للاشتباه بإصابتهما بفيروس ماربورغ. وذكرت وزارة الشؤون الاجتماعية في الولاية أن أحد الشخصين كان يعمل مؤخرًا في مستشفى برواندا، حيث يجري علاج المصابين بالفيروس.
مصدر فيروس ماربورج وانتشاره
ينشأ فيروس ماربورغ من خفافيش الفاكهة مثل الإيبولا، وينتشر بين الأفراد عبر الاتصال الوثيق مع سوائل الجسم أو الأسطح الملوثة، مع معدل وفاة يصل إلى 88%. اكتُشف الفيروس لأول مرة في ألمانيا ويوغسلافيا عام 1967، وسجلت أول وفاة به في غرب أفريقيا عام 2021.
معلومات عن فيروس ماربورغ
فيروس ماربورغ هو مرض شديد الشراسة ظهر لأول مرة عام 1967 في صربيا وبلجراد، ويسبب حمى نزفية قد تؤدي إلى الوفاة. ينتمي لعائلة الفيروس المسبب للإيبولا ويرتبط بالخفافيش، حيث تنتقل العدوى البشرية من خلال التعرض للكهوف التي تسكنها خفافيش الفاكهة من نوع روسيتوس، قبل أن ينتقل بسهولة بين البشر.
“اقرأ أيضًا: منظمة الصحة العالمية تطلق خطة مكافحة حمى الضنك“
معلومات عن خفافيش الفاكهة
تسمى خفافيش الفاكهة Megachiroptera، ويطلق عليها خفافيش فاكهة العالم القديم أو الثعالب الطائرة، تشكل خصائص خفافيش الفاكهة ما يلي:
- أصغر أنواع خفافيش الفاكهة يبلغ طوله 6 سم، بينما يصل طول الأكبر منها إلى 40 سم.
- تتميز هذه الخفافيش بحاسة شم قوية وعيون كبيرة تساعدها على الرؤية والتنقل داخل الغابات والكهوف.
- تتواجد عادة في الصومال، والسودان، وأفريقيا الوسطى، وجنوب شبه الجزيرة العربية، وفي معظم مناطق اليمن.
- بيئتها المناسبة البساتين وحدائق الفواكه والمناطق المشجرة، والأودية الغنية بالأشجار الكبيرة.
- تنشط في الظلام والساعات الأولى من الفجر، وتختفي في النهار بالكهوف وبين فروع الأشجار الكبيرة وفي الآبار المهجورة.
- تسكن عادة الكهوف والمناجم، وتحافظ على تنوع فيروسات ماربورغ الجيني لعدة سنوات على الأقل.
- تتناول خفافيش الفاكهة فاكهة سكرية تعادل ضعف وزنها يوميًا.
دراسات حول خفافيش الفاكهة
توصل باحثون من جامعة كامبريدج عام 2013، إلى أن خفافيش الفاكهة التي تسكن شجر النخيل مصابة بفيروس لاجوس. وحوالي نصف هذه الخفافيش مصابة بفيروسات تنتمي إلى عائلة الفيروسات المخاطية. وفي عام 2024، كشفت دراسة من جامعة كاليفورنيا الأمريكية أن خفافيش الفاكهة قد تحمل مفتاح علاج مرض السكري من خلال استغلال البنكرياس الخاص بها.