في مشهد ينذر بالخطر، زلزال يهز إثيوبيا للمرة السابعة في غضون 20 يومًا.. مما يزيد من المخاوف بشأن استقرار سد النهضة وتأثيره على المنطقة بأكملها. تأتي هذه الهزات في سياق نشاط جيولوجي مستمر في منطقة الأخدود الإفريقي العظيم، التي تمر بتحولات تكتونية خطيرة. مع كل زلزال جديد، يتزايد القلق من تصدع محتمل في سد النهضة، مما قد يتسبب في كارثة إنسانية تهدد ملايين السكان في السودان ومصر، ويؤدي إلى أضرار بالغة بالبنية التحتية في حال انهياره.
تفاصيل حدوث زلزال يهز إثيوبيا للمرة السابعة خلال شهر
تتركز الهزات الأرضية الأخيرة من زلزال إثيوبيا في منطقة الأخدود الإفريقي، التي تُعرف بنشاطها الزلزالي العالي بسبب تحرك الصفائح التكتونية المستمر. فيما يلي أبرز تفاصيل هذه الهزات:
- يعد الأخدود الإفريقي من أكثر المناطق نشاطًا زلزاليًا على مستوى العالم، مما يزيد من احتمالية تكرار الهزات في المستقبل القريب.
- بلغت شدة الهزة الأخيرة 5 درجات على مقياس ريختر، وضربت على بُعد 140 كيلومترًا من العاصمة أديس أبابا و570 كيلومترًا شرق سد النهضة.
- سبق هذا الزلزال عدة هزات أخرى تراوحت قوتها بين 4.7 و5 درجات، مما يشير إلى أن النشاط الزلزالي في المنطقة ما زال مستمرًا وقد يتصاعد في المستقبل.
آراء الخبراء حول المخاطر المحتملة من زلزال إثيوبيا
أعرب خبراء الجيولوجيا عن قلقهم من أن النشاط الزلزالي المستمر في إثيوبيا قد يضعف بنية سد النهضة بمرور الوقت. أوضح الدكتور إلياس ليفي، أستاذ الجيوفيزياء بجامعة أديس أبابا، أن الهزات الأخيرة قد تكون جزءًا من نشاط تكتوني دوري، لكنها تشكل خطرًا حقيقيًا على السدود في المنطقة إذا لم تُراعى التدابير الهندسية اللازمة.
من جهة أخرى، حذر هشام العسكري، أستاذ الاستشعار عن بعد بجامعة تشابمان الأمريكية، من أن تصدعات صغيرة في سد النهضة قد تتفاقم مع الوقت تحت تأثير الهزات المستمرة، مما يرفع احتمال الانهيار الجزئي أو الكلي للسد. كما أكد أن عدم مشاركة إثيوبيا للبيانات الفنية الدقيقة حول السد يزيد من خطورة الموقف، ويعقد التخطيط للتعامل مع أي طارئ محتمل.
سيناريوهات انهيار السد وتداعياتها على دول المصب
في حال تعرض سد النهضة لأضرار بسبب هذه الهزات المتكررة، فإن تدفق المياه الضخم خلف السد قد يحدث فيضانات مدمرة تمتد نحو السودان ومصر. إن سد الروصيرص في السودان، الذي يعتمد على تدفق المياه المتحكم به من سد النهضة، قد يفشل في احتواء الكميات الهائلة من المياه المنسابة، مما سيؤدي إلى تشريد الملايين وتدمير الأراضي الزراعية والبنية التحتية. يعد هذا السيناريو الأخطر، خاصة مع محدودية الوقت المتاح للتدخل في حال حدوث تصدع مفاجئ في السد.
تحركات وإجراءات وقائية مطلوبة بسبب زلزال إثيوبيا
في ظل هذه المخاطر، بدأت إثيوبيا في إجراء دراسات هندسية طارئة على سد النهضة لتقييم مدى تأثره بالنشاط الزلزالي. كما طالبت مصر والسودان بتقليل منسوب المياه في السد، لتخفيف الضغط على بنيته في حال وقوع زلازل إضافية. كذلك يدعو الخبراء إلى تشكيل فريق دولي لتقييم الوضع الجيولوجي والهندسي للسد بشكل دوري، مع تعزيز التنسيق بين دول المنطقة لتجنب أي كارثة محتملة وتهديد لحياة الملايين.