تهدد عاصفة شمسية شديدة العالم بفصل شبكات الإنترنت والطاقة لأسابيع، مع تفاقم المخاطر مع ذروة الدورة الشمسية الحالية. تنشأ هذه العواصف نتيجة حدوث انفجارات كبيرة في سطح الشمس تسمى بالتوهجات الشمسية (Solar Flares) وخروج كتل إكليلية (Coronal Mass Ejections). ترسل الشمس عبر هذه الظواهر جسيمات مشحونة بسرعة مئات الكيلومترات في الثانية باتجاه الأرض، وقد تؤثر على الأقمار الصناعية، وكابلات الإنترنت البحرية، وشبكات الطاقة، مما يهدد بفقدان الاتصالات وانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع.
تفاصيل تأثير عاصفة شمسية على شبكة الإنترنت والبنية التحتية العالمية
تسبب العواصف الشمسية اضطرابات ضخمة في الشبكات التكنولوجية، حيث تتعرض الكابلات البحرية التي تربط بين القارات إلى خلل في الإشارات بسبب التغيرات في المجال المغناطيسي. يؤدي ذلك إلى عزل مناطق بأكملها عن الإنترنت، خاصة أن المحطات الأرضية المرتبطة بهذه الكابلات تفتقر إلى الحماية الكافية من الطقس الفضائي. قد تمتد هذه الانقطاعات لأسابيع أو أشهر، وفقًا لشدة العاصفة وتوزيع الضرر.
تتعرض أيضًا الأقمار الصناعية التي تشكل البنية الأساسية للاتصالات والملاحة (مثل GPS) لخطر كبير. قد تتسبب الجسيمات الشمسية في تعطيل الدوائر الإلكترونية الحساسة داخل هذه الأقمار، مما يوقف عملها مؤقتًا أو يتلفها بشكل دائم. إلى جانب ذلك، فإن ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي الناتج عن العواصف لفترة طويلة يزيد من مقاومة حركة الأقمار الصناعية في المدارات المنخفضة، ما يتسبب في تغير مساراتها أو سقوطها تدريجيًا نحو الأرض.
“اقرأ أيضًا عن: زلزال يهز إثيوبيا للمرة السابعة في 20 يومًا“
تأثير العاصفة الشمسية القادمة على شبكات الكهرباء والطاقة
تُعرف العواصف الشمسية الشديدة بأنها مصدر أساسي للاضطرابات في شبكات الطاقة، خاصة في المناطق ذات خطوط العرض العالية مثل أمريكا الشمالية وأوروبا. تؤدي التغيرات المغناطيسية إلى توليد تيارات كهربائية غير طبيعية تُعرف بـ”التيارات المستحثة جيو-مغناطيسيًا” (GICs)، والتي قد تسبب أعطالًا في المحولات الكهربائية الرئيسية.
أمثلة سابقة على الأضرار:
- في عام 1989، سببت عاصفة شمسية في توليد تيارات كهربائية شديدة أثرت على شبكات الطاقة في مقاطعة كيبيك بكندا.
- أدى ذلك إلى شلل كامل في شبكة الكهرباء استمر عدة ساعات، وأظهر مدى خطورة هذه الظواهر على البنية التحتية للطاقة.
توضح هذه الحوادث مدى ضعف شبكات الطاقة أمام العواصف الشمسية الشديدة، وضرورة الاستعداد لمثل هذه الأحداث المستقبلية.
الاستعدادات العالمية لمواجهة العاصفة الشمسية
بدأت الحكومات وشركات الاتصالات والطاقة في تنفيذ خطط طوارئ تحسبًا للعواصف الشمسية القادمة. تعمل مراكز الأرصاد الفضائية مثل وكالة ناسا وNOAA على رصد النشاط الشمسي بشكل مستمر لتقديم إنذارات مبكرة. يتم تعزيز أنظمة الحماية في الأقمار الصناعية وكابلات الإنترنت البحرية لتقليل التأثيرات المتوقعة.
بالإضافة إلى ذلك، توصي الدراسات بضرورة تطوير شبكات كهرباء مرنة يمكنها التعامل مع التيارات المستحثة من العاصفة الشمسية 2024 دون انهيار كامل. يتم أيضًا تشجيع الدول على التعاون الدولي لضمان تدفق المعلومات بشكل فعال عند وقوع العواصف الخطيرة، مما يضمن استجابة سريعة للتخفيف من آثارها على القطاعات المختلفة.