جيبوتي تطلق البعوضة الصديقة لمكافحة الملاريا.. خطوة مبتكرة لمواجهة تفشي المرض

في مواجهة تفشي الملاريا الذي يهدد منطقة شرق إفريقيا، اتخذت جيبوتي خطوة جريئة ومبتكرة بإطلاق عشرات الآلاف من البعوض المعدل وراثيًا وهو البعوضة الصديقة لمكافحة الملاريا. حيث تأتي هذه المبادرة الطموحة في إطار جهود مكافحة موجة تفشٍ غير مسبوقة للملاريا، خاصة مع وصول بعوضة “أنوفيليس ستيفنسي” التي تشكل تهديدًا جديدًا للمنطقة.

جيبوتي تطلق البعوضة الصديقة لمكافحة الملاريا

بدأت جيبوتي في خطوة مبتكرة لمواجهة تفشي الملاريا، بإطلاق الآلاف من البعوض المعدل وراثيًا أسبوعيًا. حيث تأتي هذه المبادرة في إطار جهود مكافحة موجة تفش غير مسبوقة للملاريا في منطقة شرق إفريقيا، التي تواجه تهديدًا جديدًا مع وصول بعوضة “أنوفيليس ستيفنسي”.

ما هي البعوضة الصديقة

بعوضة أنوفيليس ستيفنسي

تعود أصول بعوضة “أنوفيليس ستيفنسي” إلى آسيا والشرق الأوسط، وهي تتكاثر في المدن وتقاوم المبيدات الحشرية. حيث يعد هذا البعوض وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، عاملًا رئيسًا في الارتفاع غير المسبوق لحالات الملاريا في جيبوتي وإثيوبيا، وقد تم رصده في ست دول إفريقية أخرى حتى الآن.

ما هي البعوضة الصديقة

طورت شركة التكنولوجيا الحيوية البريطانية “أوكسيتيك” بعوضًا معدلًا وراثيًا يُعرف بـ”البعوضة الصديقة”. يتميز هذا البعوض بعدة خصائص:

  • يحمل البعوض المعدل بروتينًا يضمن عدم استمرار نسله.
  • لا يشكل هذا البعوض خطرًا إضافيًا على البشر، لأن الإناث وحدها هي المسؤولة عن اللدغ.
  • أكدت شركة “أوكسيتيك” أن البعوض المعدل وراثيا غير سام وغير ضار.

التحديات والآفاق المستقبلية

رغم الدعم الكبير لهذا الابتكار، تظل هناك تحديات تتعلق بالتكلفة وفعالية التقنية على المدى الطويل. حيث تشير منظمة الصحة العالمية إلى الحاجة لوضع إطار تنظيمي لقياس تأثير تقنية التعديل الوراثي. إذ أن النتائج الأولية واعدة، لكن هناك حاجة لخطوات مستدامة ونتائج تطال مناطق أوسع.

تجارب سابقة ونتائج مشجعة لإطلاق البعوضة الصديقة

تم استخدام تقنية مماثلة في البرازيل عام 2022 للسيطرة على البعوض لمكافحة حمى الضنك التي يحملها هذا البعوض، حيث دمرت الطريقة الجديدة 96% من الحشرات المعدية. وقد وافقت جيبوتي على استخدام البعوض المعدل بعد أن رأت نجاح التكنولوجيا في البرازيل وبنما وجزر كايمان.

إطلاق البعوض المعدل في جيبوتي

أطلقت جيبوتي في شهر مايو 40 ألف بعوضة معدلة وراثيًا. ومع حلول أكتوبر، بدأت عمليات الإطلاق الأسبوعية التي من المقرر أن تستمر لمدة ستة أشهر. حيث يهدف هذا المشروع إلى إيجاد حل مبتكر ومستدام لمكافحة الملاريا في المنطقة.

تسعى جيبوتي من خلال هذه المبادرة إلى القضاء على الملاريا التي كادت أن تختفي في عام 2012. لكن بسبب “ستيفنسي”، زاد عدد الإصابات بهذا المرض بشكل كبير. لذلك تأمل جيبوتي مع استمرار الجهود في تحقيق نتائج ملموسة بحلول منتصف عام 2025.