أحد أكثر السجون شهرة في سوريا (سجن صدنايا)، والذي يقع في العاصمة دمشق، يشتهر السجن بأساليب التعذيب القاسية وظروف الاحتجاز السيئة، مما جعله محورًا للعديد من التقارير الدولية حول حقوق الإنسان. وعلى مر السنين، استُخدم سجن صدنايا كأداة لقمع المعارضة، خاصة خلال الصراعات السياسية في البلاد. وقد تم توثيق العديد من حالات الاختفاء القسري والمعاملة اللاإنسانية، مما ساهم في تشكيل سمعة سيئة للسجن على الصعيدين المحلي والدولي.
ماهو سجن صدنايا؟
سجن صيدنايا، هو سجن عسكري، يقع قرب بلدة صيدنايا شمال العاصمة السورية دمشق، تم افتتاحه عام1987، في عهد رئيس سوريا الأسبق حافظ الأسد، يشرف عليه وزير الدفاع ويديره الأمن العام، كان يستخدم لاحتجاز السجناء المدنيين أو لسجن السياسيين أو المتمردين المناهضين للحكومة.
يعد رمزاً قاتماً للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وخاصةً منذ اندلاع الثورة في عام 2011. تشير العديد من التقارير الصادرة عن منظمات حقوقية دولية، مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، إلى ارتكاب جرائم مروعة داخل أسواره، منها عمليات إعدام خارج نطاق القضاء، وتعذيب ممنهج، واعتقال تعسفي، وظروف احتجاز غير إنسانية أدت إلى وفاة آلاف المعتقلين.
من صور الانتهاكات والقمع في معتقل صدنايا
- بحسب منظمة العفو الدولية: منذ 2011، تم إعدام الآلاف خارج نطاق القضاء، ويُدفن القتلى في مقابر جماعية.
- في عام 2017 تم وصف السجن من قبل العفو الدولية بـ”المسلخ البشري”، يقوم فيه النظام السوري بذبح شعبه بهدوء.
- قدرت رابطة “معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا”، أن 30 إلى 35 ألف سجين قد قضوا داخله، في الفترة من 2012 إلى 2022.
- حسب شهادات بعض الناجين من سجن صيدنايا، أنهم كانوا مسجونين لعقود؛ على سبيل المثال، سجينة قضت 13 عاماً وسجين آخر 32 عاماً.
- بحسب المرصد السوري في يناير 2021 أن 30 ألف معتقل تم قتلهم في السجن منذ اندلاع الثورة السورية.
- وفقا لمواقع إخبارية، ذكر أحد السجناء الناجين لمنظمة العفو الدولية أن سجناء كانوا يجبرون ما بين قتل أنفسهم أو قتل أقاربهم و أصدقائهم.
- وعن وزارة الخارجية الأمريكية أنه في عام 2017 أقيمت في السجن محرقة للتخلص من جثث القتلى.
مكونات وصور مبنى سجن صدنايا
يتسم تصميم سجن صدنايا بالطابع العسكري، فهو مجمع يشيه القلعة يتكون من جدران سميكة، محاط بأسوار عالية وأبراج حراسة مشددة، يعد أحد أكثر السجون العسكرية تحصيناً، يتكون من قسمين رئيسيين وعدة مبانٍ ومنشآت:
- القسم الأول، السجن الأحمر: وهو القسم الأقدم والأكثر شهرة بسمعته السيئة. يُعتقد أنه مخصص للمعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي. يحتوي هذا المبنى على العديد من الزنازين الانفرادية والجماعية، بالإضافة إلى غرف التعذيب ومناطق الاحتجاز تحت الأرض.
- القسم الثاني، السجن الأبيض: وهو قسم أحدث نسبياً، ويُعتقد أنه مخصص للمجرمين الجنائيين. على الرغم من ذلك، تشير تقارير إلى وجود معتقلين سياسيين فيه أيضاً.
مرافق أخرى، مثل:
- المحكمة العسكرية: حيث تُعقد محاكمات عسكرية صورية للمعتقلين، غالباً ما تكون غير عادلة وتفتقر إلى أدنى معايير المحاكمة العادلة.
- مرافق الإدارة: وتشمل مكاتب إدارة السجن ومقرات أفراد الأمن.
- مناطق الاحتجاز الخارجية: توجد تقارير عن استخدام مناطق خارجية حول السجن كأماكن احتجاز مؤقتة.
معتقل صدنايا يبصر النور بعد عقود من الظلام
في يوم 8 ديسمبر 2024 وصل مسلحو المعارضة إلى دمشق معلنين سيطرتهم على البلد، حيث استولوا على سجن صدنايا، حين وافقت إدارة السجن على تسليم السجن للمعارضة مقابل خروجهم بأمان. ففتحت المعارضة أبواب السجن، وبدأ أهالي دمشق بالتدفق إلى ساحات السجن، يحدوهم الأمل في رؤية أهاليهم سالمين، وجرى إطلاق سراح سجناء القسم الأبيض من سجن صيدنايا، فيما بدأ مسلحو المعارضة البحث في سراديب السجن وإطلاق سجناء القسم الأعمق من السجن “القسم الأحمر” ليعلنوا أن حقبة من الظلم تطوى وأن سجن صدنايا يبصر النور ويتنفس الحرية بعد عقود من الظلام.
وبعد الاستيلاء على السجن، نشرت هيئة تحرير الشام قائمة بأسماء الموظفين العاملين في السجن الهاربين؛ أنهم أصبحوا على رأس الهاربين المطلوبين بعد عائلة الأسد.