علاج الأورام بالتجويع.. تحول مثير وتقنية مبتكرة للقضاء على أمراض السرطان

علاج الأورام بالتجويع.. تحول مثير وتقنية مبتكرة للقضاء على أمراض السرطان

يعد السرطان أحد أكثر الأمراض تحديًا في عصرنا، حيث يسعى الباحثون باستمرار لتطوير أساليب لمكافحته، ومؤخراً أُعلن عن طريقة جديدة وهي “علاج الأورام بالتجويع”، والتي تعتمد على حرمان الخلايا السرطانية من العناصر الغذائية التي تحتاجها للنمو والتكاثر. تُعد هذه التقنية تحول مثير للقضاء على أمراض السرطان، والذي سيفتح أبوابًا جديدة لعلاج أكثر دقة وأقل ضررًا على الخلايا السليمة. سنسلط الضوء على آلية عمل هذه التقنية ودورها الواعد في تحسين نتائج علاج الأورام.

ماهي تقنية علاج الأورام بالتجويع

نجح باحثون من جامعة كاليفورنيا بابتكار طريقة جديدة لعلاج السرطان (علاج الأورام بالتجويع) وذلك عن طريق زرع خلايا دهنية معدلة وراثيا بجانب الأورام السرطانية، بهدف حرمان الأورام من التغذية، وبمجرد زرع هذه الخلايا، تقوم بالمنافسة مع الأورام على المواد الغذائية، حيث أثبتت تفوقها بالتغلب على خمسة أنواع مختلفة من السرطان في التجارب المعملية؛ نوعين من خلايا سرطان الثدي، سرطان القولون، البنكرياس والبروستات. قال علماء البحث بأن هذا الأسلوب يشكل مصدر إلهام لنهج جديد لعلاج السرطان.

آلية عمل تقنية تجويع أورام السرطان

تقوم تقنية علاج الأورام بالتجويع، على أساس تحويل الخلايا الدهنية البيضاء التي تخزن الطاقة إلى دهون بيج حارقة للسعرات الحرارية، ثم تستخدم هذه الخلايا الدهنية المعدلة وراثيا لحرمان الأورام من التغذية حتى الوصل إلى مرحلة الموت.

أسلوب تجويع السرطان بالخلايا الدهنية

  • استخدم الباحثون من جامعة كاليفورنيا  تقنية تحرير الجينات كريسبر”CRISPR” لتحويل الخلايا الدهنية البيضاء العادية إلى خلايا دهنية “بيج”، والتي تستهلك السعرات الحرارية بشراهة لإنتاج الحرارة.
  • بعد ذلك زرعوا الخلايا الدهنية بالقرب من الأورام بنفس الطريقة التي يحقن بها جراحو التجميل الدهون من جزء من الجسم لتكبير جزء آخر.
  • التهمت الخلايا الدهنية جميع العناصر الغذائية، مما أدى إلى تجويع معظم خلايا الورم حتى الموت، ونجح هذا الأسلوب في الفئران حتى عندما تم زرع الخلايا الدهنية بعيدًا عن مواقع الأورام.

تفاصيل طريقة محاربة السرطان بالخلايا الدهنية

قال الدكتور ناداف أهيتوف، مدير معهد علم الوراثة البشرية، أستاذ قسم الهندسة الحيوية والعلوم العلاجية بجامعة كاليفورنيا:

“نقوم بإزالة الخلايا الدهنية بشكل روتيني عن طريق شفط الدهون وإعادتها إلى مكانها من خلال الجراحة التجميلية.” “يمكن معالجة الخلايا الدهنية بسهولة في المختبر وإعادتها بأمان إلى الجسم، مما يجعلها منصة جذابة للعلاج الخلوي بما في ذلك السرطان.”

لجأ أهيتوف وزميله الدكتور هاي نجوين إلى فكرة استخدام الدهون البيج، مراهنين على أنهما قد يتمكنان من هندستها لحرق ما يكفي من السعرات الحرارية، لحرمان الأورام من الوقود الذي تحتاجه للنمو. استخدم نجوين، تقنية كريسبر لتنشيط الجينات الخاملة في الخلايا الدهنية البيضاء، على أمل العثور على الجينات التي من شأنها تحويل الخلايا الدهنية البيضاء إلى الخلايا الدهنية البيج الأكثر جوعاً، وقد ارتفع جين يسمى UCP1 إلى القمة.

بعد ذلك، قام نجوين بزراعة الخلايا الدهنية بنية اللون من نوع UCP1 وخلايا سرطانية في طبق”مزود بخزانات”. كانت الخلايا السرطانية في الأسفل وكانت الخلايا الدهنية في الأعلى في غرف منفصلة أبقت الخلايا منفصلة ولكنها أجبرتها على مشاركة العناصر الغذائية، وكانت النتائج مذهلة.

“اقرأ أيضًا: السعودية تحتل الصدارة في مساعي تطوير النظام الصحي

نتائج التقنية المتبعة لمحاربة السرطان

بعد أن أثبت العلاج بالخلايا الدهنية فعاليته في علاج أنواع من السرطان في المختبر، اتجه العلماء إلى العضويات الدهنية، وهي كتل من الخلايا المزروعة في طبق، لمعرفة قدرتها في التغلب على الخلايا السرطانية عندما يتم زرعها بجوار الأورام، وقد نجح هذا الأسلوب في مكافحة سرطان الثدي، البنكرياس والبروستات.

لقد أصبحت خلايا السرطان تعاني الجوع بينما تلتهم الخلايا الدهنية كل العناصر الغذائية المتوفرة. كانت الخلايا الدهنية البيج المزروعة قوية جداً لدرجة أنها نجحت في قمع الأورام لدى الفئران التي كان لديها استعداد وراثي للإصابة بالسرطان. ونجحت حتى عند زرعها بعيدًا عن خلايا السرطان.

إن قدرة الخلايا الدهنية على هزيمة الأورام حتى عندما تكون بعيدة عنها، تعد قيمة لا تقدر بثمن في علاج السرطانات التي يصعب الوصول إليها مثل الورم الأرومي الدبقي، الذي يؤثر على الدماغ، فضلاً عن العديد من الأمراض الأخرى.

يُعَد علاج الأورام بالتجويع.. طريقة مبتكرة ونهجًا واعدًا في مكافحة السرطان، ومع استمرار الأبحاث العلمية، يزداد أمل المرضى في تطوير علاجات تحسن حياتهم وتنهي معاناتهم.