
في مباراة مثيرة جمعت بين أتلتيكو مدريد وريال مدريد يوم الأربعاء 12 مارس 2025، ضمن إياب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، شهدت الجماهير لحظة تحكيمية أثارت جدلاً واسعاً حول قرار الحكم بعدم احتساب ركلة جزاء لصالح ريال مدريد في الدقيقة 20 من المباراة. هذه اللقطة، التي تضمنت لمسة يد من جوليانو سيميوني لاعب أتلتيكو مدريد داخل منطقة الجزاء، أثارت تساؤلات حول مدى صحة قرار الحكم سيمون مارسينياك، وفتحت الباب لنقاش حول معايير التحكيم في مثل هذه الحالات.
تفاصيل عدم احتساب ركلة جزاء لأتلتيكو مدريد
في الدقيقة 20 من الشوط الأول، حاول فينيسيوس جونيور، نجم ريال مدريد، المرور من الجهة اليسرى، وبعد سقوطه أرسل عرضية اصطدمت بيد جوليانو سيميوني داخل منطقة جزاء أتلتيكو مدريد. لاعبو ريال مدريد طالبوا فوراً بركلة جزاء، مستندين إلى أن الكرة لمست يد اللاعب بشكل واضح. ومع ذلك، قرر الحكم استئناف اللعب دون الرجوع إلى تقنية الفيديو المساعد (VAR)، مما أثار استياء جماهير الفريق الملكي ولاعبيه.
تحليل القرار التحكيمي لعدم احتساب ركلة جزاء لأتلتيكو مدريد
- للوهلة الأولى، قد يبدو أن لمسة اليد تستوجب احتساب ركلة جزاء، خاصة أن اللقطة حدثت داخل منطقة الجزاء، وهي منطقة حساسة تحظى بتدقيق كبير من الحكام. لكن القوانين الحديثة لكرة القدم، التي وضعها الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) ويطبقها الاتحاد الأوروبي (UEFA)، تضع معايير محددة لاحتساب لمسة اليد كمخالفة. من أبرز هذه المعايير:
- وضعية اليد: يُنظر إلى ما إذا كانت اليد في وضعية طبيعية أم أنها تحركت بشكل متعمد لتوسيع مساحة الجسم أو إيقاف الكرة.
- القصدية: هل كان هناك نية واضحة من اللاعب لاستخدام يده؟
- المسافة والسرعة: هل كانت الكرة قريبة جدًا من اللاعب بحيث لا يملك الوقت لتجنب اللمس؟
في حالة جوليانو سيميوني، يبدو أن الحكم اعتبر أن اليد كانت في وضعية طبيعية نسبيًا بجانب الجسم، وأن اللمس لم يكن متعمدًا بما يكفي لاحتسابه كمخالفة. كما أن سرعة الكرة والمسافة القصيرة بين فينيسيوس وسيميوني ربما لعبت دورًا في تقدير الحكم أن اللاعب لم يكن قادرًا على تفادي اللمس.
رأي الخبراء لعد عدم احتساب ركلة جزاء لأتلتيكو مدريد امام ريال مدريد
الخبير التحكيمي بافيل فيرنانديز، في تحليله لإذاعة “ماركا”، أشار إلى أن الحالة كانت تستحق ركلة جزاء، مؤكدًا أن ذراع سيميوني كانت مفتوحة بشكل واضح، مما يوسع مساحة جسمه ويؤثر على مسار الكرة. ومع ذلك، صحفي آخر، إيدو أغيري، في برنامج “التشيرينغيتو”، رأى عكس ذلك، معتبرًا أن الدفع والاحتكاك لم يكونا كافيين لاحتساب مخالفة. هذا الانقسام في الآراء يعكس مدى تعقيد القرار والتفسيرات المختلفة للقوانين.
ردود الفعل
لاعب ريال مدريد رودريغو جوس، الذي كان طرفًا في لقطة تحكيمية أخرى في المباراة، علق سابقًا في مواجهات مماثلة قائلاً: “أعتقد أنها كانت ركلة جزاء صحيحة”، مما يعكس شعور الفريق بالإحباط من القرارات التحكيمية. من جانب آخر، بدا أن أتلتيكو مدريد ومدربه دييغو سيميوني راضيان عن القرار، حيث ركزوا على استغلال التقدم المبكر الذي سجله جالاجير في الثانية 27.
السياق العام لمباراة ريال مدريد وأتلتيكو مدريد
انتهى الشوط الأول بتقدم أتلتيكو مدريد بهدف نظيف، بينما كان ريال مدريد قد فاز في مباراة الذهاب بنتيجة 2-1. هذا السياق ربما أثر على قرار الحكم بعدم إثارة المزيد من الجدل في مباراة مشحونة أصلاً بالتوتر بين الغريمين التقليديين. الحكم، في مثل هذه المواجهات الحاسمة، قد يميل إلى تجنب القرارات المثيرة للجدل ما لم تكن اللقطة واضحة بنسبة 100%.
عدم احتساب ركلة جزاء لريال مدريد في هذه اللقطة يعود بشكل رئيسي إلى تقدير الحكم بأن لمسة يد جوليانو سيميوني لم تستوفِ المعايير اللازمة لاعتبارها مخالفة صريحة، سواء من حيث الوضعية الطبيعية لليد أو غياب القصدية الواضحة. ورغم أن القرار أثار جدلاً، فإنه يظهر مرة أخرى التحديات التي تواجه الحكام في تطبيق القوانين بدقة في ظل الضغط الكبير للمباريات الكبرى. في النهاية، تبقى مثل هذه القرارات جزءًا لا يتجزأ من جمال كرة القدم وجدلها الدائم.