قصة السائق خالد عبدالعال.. سائق الشاحنة المشتعلة تعيد تعريف البطولة

قصة السائق خالد عبدالعال.. سائق الشاحنة المشتعلة تعيد تعريف البطولة

في زمنٍ ندر فيه الإيثار، تجلت بطولة استثنائية في موقف إنساني شجاع بطله سائق شاحنة بسيط من محافظة الدقهلية، يدعى خالد محمد شوقي عبد العال. حيث تحولت قصة السائق خالد عبدالعال شهيد الشهامة، من حادث عرضي إلى ملحمة إنسانية ألهمت القلوب وأثرت في وجدان الشعب المصري بأكمله.

قصة السائق خالد عبدالعال

في صباح يوم الجمعة الموافق 7 يونيو 2025، أثناء توقف سائق شاحنة محملة بالوقود في محطة وقود بحي مجاورة 70 بمدينة العاشر من رمضان، حدث ما لم يكن في الحسبان: انفجر خزان الوقود فجأة، ما تسبب في اشتعال النيران بالشاحنة وسط حالة من الذعر في المنطقة.

بين لحظة وأخرى، كان يمكن أن تتحول الحادثة إلى كارثة إنسانية مروعة تهدد حياة عشرات من العاملين والسكان القريبين من المكان.

السائق خالد عبد العال شهيد الشهامة

قرار خالد عبد العال البطولي

اختار خالد عبد العال في لحظة مفصلية، أن يكون إنسانًا قبل أن يكون سائقًا. قفز إلى داخل الشاحنة المشتعلة، وقادها بسرعة بعيدًا عن خزانات الوقود والمحطة السكنية، متجهًا بها نحو مكان مفتوح، لتقليل خطر الانفجار وإنقاذ حياة الناس.

ورغم نجاحه في إبعاد الشاحنة، لم يسلم خالد من ألسنة النيران، حيث أُصيب بحروق شديدة نقل على إثرها إلى مستشفى بلبيس، ثم إلى مستشفى أهل مصر للحروق بالقاهرة.

“اقرأ أيضًا: قصة الحاج الليبي عامر

وفاة السائق خالد عبد العال

بعد 24 ساعة من المقاومة في العناية المركزة، وافته المنية صباح يوم الأحد 8 يونيو 2025. لم يكن رحيله نهاية، بل كان بداية لاعتراف مجتمعي ورسمي ببطولته، وتحول اسمه إلى أيقونة في تاريخ التضحية.

ردود الفعل حول بطولة السائق خالد عبد العال

تدفقت مشاعر الحزن من كل حدب وصوب، وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بصور ودعوات وعبارات شكر لهذا البطل، حيث:

  • نعاه محافظ الدقهلية اللواء طارق مرزوق ووصفه بـ”شهيد الشهامة”.
  • وجه رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بصرف معاش استثنائي ومكافأة مالية لأسرته.
  • أعلنت وزارة العمل صرف منحة عاجلة بقيمة 200 ألف جنيه.
  • قرر جهاز مدينة العاشر من رمضان إطلاق اسمه على أحد شوارع المدينة.

جنازة السائق خالد عبد العال

شهدت قرية عزبة المصادرة التابعة لمركز بني عبيد بمحافظة الدقهلية مشهدًا مهيبًا لتشييع جنازة خالد عبد العال. خرجت القرية عن بكرة أبيها لتودع ابنها الذي ضحى بروحه من أجل الآخرين. الهتافات والدموع كانت لغة الوداع.

بطولة السائق خالد عبد العال

كان خالد (54 عامًا) يستعد لزفاف ابنه، لكنه اختار أن يكون سببًا في حياة مئات غيره. لم يكن من أصحاب البطولات الإعلامية أو العسكرية، بل بطل من الشعب، أهدانا درسًا في معنى الإنسانية. في عالم يزداد برودة وجفاء، تظل تضحيات مثل تلك التي قدمها السائق خالد عبدالعال.. شموعًا تنير دروب الإنسانية، وتعيد تعريف البطولة.