
يعد مرض السكري من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا، ما دفع الباحثين لتكثيف جهودهم لإيجاد حلول علاجية فعالة، فبرزت تقنية علاج السكري بالخلايا الجذعية كأحد الابتكارات الطبية الواعدة، إن إمكانية إعادة تجديد خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين، يعد ابتكار وثورة علمية لإنهاء معاناة مرضى السكر، وتقنية تفتح الباب أمام حقبة جديدة في علاج الأمراض المزمنة.
ابتكار علاج السكري بالخلايا الجذعية
تمكن باحثون أمريكيون من جامعة بنسلفانيا الأمريكية من تطوير علاج تجريبي مبتكر يعتمد على الخلايا الجذعية، وقد أظهر نتائج مبشرة لتقديم حلول جديدة لعلاج السكري من النوع الأول، حيث أعاد القدرة على إنتاج الأنسولين. هذا الاكتشاف قد يلغي الحاجة لاستخدام الإنسولين تمامًا.
تفاصيل تقنية العلاج بالخلايا الجذعية
وفقًا لصحيفة (فيلادلفيا إنكوايرر) كشفت دراسة أجراها أطباء من جامعة بنسلفانيا عن علاج مبتكر يعتمد على الخلايا الجذعية، يسمى “زيميسليسيل” أظهرت التجارب السريرية الأولية له نتائج واعدة، حيث تمكّن 10 من أصل 12 مريضًا بالسكري من النوع الأول من استعادة قدرتهم على إنتاج الإنسولين بعد تلقيهم العلاج، والذي طورته شركة (فيرتكس)للأدوية.
يمثل علاج (زيميسليسيل) تقدمًا كبيرًا، إذ يُمكن لأجسام المرضى تنظيم مستويات السكر في الدم دون الحاجة إلى تدخل خارجي. ويعتمد العلاج على الخلايا الجذعية، التي تُعد خلايا غير متمايزة قادرة على التحول إلى أنواع مختلفة من الخلايا حسب الحاجة.
تقنية عمل الخلايا الجذعية في علاج داء السكري
من خلال هذا الابتكار (علاج السكري بالخلايا الجذعية) يسعى العلماء إلى تطوير تقنيات تساعد في تحويل الخلايا إلى خلايا جزرية بنكرياسية، وهي خلايا متخصصة تنظم مستويات السكر في الدم من خلال إنتاج الإنسولين وهرمونات أخرى. يتم حقن هذه الخلايا في الجسم، حيث تنتقل إلى الكبد وتصبح نشطة هناك.
نتائج مبشرة للعلاج بتقنية الخلايا الجذعية
خلال 90 يومًا من تلقي العلاج (علاج السكري بالخلايا الجذعية) لم يعانِ أي من المشاركين الـ12 من نوبات نقص حاد في سكر الدم. وبعد عام من العلاج، تمكن عشرة منهم من الاستغناء عن الإنسولين تمامًا، بينما احتاج الاثنان الآخران إلى جرعات صغيرة فقط.
وصلت التجربة السريرية إلى مرحلة متقدمة، حيث سيتم اختبار العلاج على نطاق أوسع لضمان سلامته وفعاليته على المدى الطويل. كما تخطط الشركة لإجراء اختبارات للعلاج على مرضى السكري من النوع الأول الذين خاضوا تجارب لزراعة كلى، حيث يتناول هؤلاء المرضى بالفعل مثبطات المناعة.
تعمل بعض المختبرات على تعديل الخلايا المستخدمة، مما قد يغني عن الحاجة إلى استخدام مثبطات المناعة.
“قد يهمك أيضًا: شفاء مريضة سكري من النوع الأول“
عيوب العلاج بالخلايا الجذعية
في هذا السياق، أشار مارلون برانيل، نائب رئيس قسم الأبحاث والعلوم برابطة داء السكري الأمريكية، إلى أن العلاج بـ(زيميسليسيل) يمتلك إمكانات واعدة ليصبح علاجًا وظيفيًا، وأنه قد يُخفف من الأعراض اليومية المرتبطة بداء السكري من النوع الأول، لكنه:
- لا يعالج الخلل المناعي الأساسي الذي يتسبب في المرض.
- نتيجة لذلك، سيحتاج المرضى إلى تناول أدوية مثبطة للمناعة مدى الحياة، ما يزيد من خطر إصابتهم بالعدوى والأمراض الأخرى.
- يزيد العلاج المثبط للمناعة من خطر الإصابة بالعدوى، وبعض الآثار الجانبية الأخرى، لكن أظهرت الدراسة أن معظم الآثار الجانبية كانت خفيفة أو متوسطة.
أضاف برانيل: “بالرغم من أن هذه النتائج لا تزال في مراحلها المبكرة، إلا أنه إذا تم تأكيدها بنجاح على مجموعات سكانية أكبر وأكثر تنوعًا، فإن علاج زيميسليسيل قد يُحدث تغييرًا كبيرًا ويُصبح النموذج المثالي لعلاج داء السكري من النوع الأول”.
متى سيصبح علاج زيميسليسيل متوفرا؟
يبدأ علاج السكري بالخلايا الجذعية بـالدواء (زيميسليسيل)، حين يتم تأكد الجهات التنظيمية من سلامته وفعاليته، وإذا سارت الأمور كما هو مخطط، تأمل شركة (فيرتكس) للأدوية في التقدم للحصول على الموافقة التنظيمية بحلول عام 2026.