ما هي قصة خاطفة الدمام؟.. تفاصيل هزت السعودية بعد 25 عامًا من الخداع والتزوير والسحر

ما هي قصة خاطفة الدمام؟.. تفاصيل هزت السعودية بعد 25 عامًا من الخداع والتزوير والسحر

شهدت المملكة العربية السعودية، يوم الأربعاء 21 مايو 2025، تنفيذ حكم القـــــتل تعزيرًا بحق المدعوة “خاطفة الدمام” وشريكها، بعد إدانتهم في واحدة من أبشع الجرائم التي عرفها المجتمع السعودي. القضية التي شغلت الرأي العام لأكثر من 25 عامًا انتهت أخيرًا بصدور وتنفيذ حكم نهائي، بعد أن ثبت تورط الجانية في اختطاف ثلاثة أطفال حديثي الولادة، وتربيتهم بهويات مزورة، مستخدمة السحر والشعوذة، بمعاونة شريكها الذي ساعدها في التزوير والتستر. تفاصيل هذه الجريمة التي هزت المجتمع تكشف حجم المأساة من من الخداع والتزوير والسحر وتأثيرها العميق على الأسر والمجتمع ككل.

ما هي قصة “خاطفة الدمام”؟ أحداث صادمة بدأت في التسعينات وانتهت بالقصاص

بدأت فصول الجــــريمـــة عام 1996، حين اختـــــطفت الجانية أول طفل من مستشفى الولادة والأطفال في الدمام، مستغلة الفوضى والازدحام داخل المستشفى. بعد ثلاث سنوات، في عام 1999، كررت الجـــــريــــمة بأسلوب مشابه، حين تظاهرت بأنها ممرضة وأخذت الطفل من والدته بحجة الفحص الطبي. وفي عام 2000، ارتكبت جريمتها الثالثة بنفس النمط، قبل أن تسجل الأطفال بهويات مزورة وتربّيهم على أنهم أبناؤها، دون أن تكون هناك أي صلة بيولوجية بينهم.

هذه الجــــــرائـــــــم تم تنفيذها بدقة وبتواطؤ مع شريكها اليمني الجنسية، الذي ساعدها في استخراج الأوراق الثبوتية المزورة، وأخفيا هوية الأطفال الحقيقية لأكثر من 20 عامًا. لم تكتفِ الجانية بذلك، بل لجأت إلى ممارسة السحر والشعوذة للتأثير على من حولها وتمويه حقيقتها، في واحدة من أكثر القضايا غرابة في التاريخ القضائي الحديث للمملكة.

“اقرأ المزيد: قصة فتاة سعودية وقعت ضحية نصب

من هي “خاطفة الدمام”؟ جانية بثلاث هويات مزورة وتاريخ طويل من التضليل

المدانة “مريم بنت محمد بن حمد المتعب”، سعودية الجنسية، أُطلق عليها لقب “خاطفة الدمام” في وسائل الإعلام بعد كشف جرائمها. عاشت حياة مزدوجة لأكثر من عقدين، ربت خلالها الأطفال المختطفين على أنهم أبناؤها الشرعيون. انتحلت عدة هويات، واستخدمت وثائق مزورة لتسجيل الأطفال لدى الجهات الرسمية، دون أن يثير ذلك شكوكًا كبيرة لسنوات طويلة.

اكتشفت الحقيقة في عام 2019، بعد بلاغات متكررة وشكوك حول هوية الأطفال الذين تربون في كنفها. أجرت الجهات المختصة تحاليل DNA أثبتت عدم وجود أي صلة نسب بينها وبينهم، لتتضح الصورة كاملة، ويبدأ معها فصل جديد من التحقيقات والمحاكمات انتهى بالحكم النهائي في 2025.

تفاصيل القصاص ومحاكمة “خاطفة الدمام”

أحيلت القضية إلى المحكمة الجزائية المختصة، التي استمعت إلى شهادات الضحايا وأسرهم، واعتمدت على تقارير الطب الشرعي والأدلة الرقمية، إضافة إلى اعترافات موثقة من المتهمين. وجهت المحكمة تهما عدة أبرزها:

  • خطف أطفال حديثي الولادة.
  • تزوير وثائق رسمية.
  • ممارسة أعمال السحر والشعوذة.
  • نزع الأطفال من أسرهم وتربيتهم بهويات مزيفة.

بعد تأييد الحكم من محكمة الاستئناف والمحكمة العليا، صدر أمر ملكي بتنفيذ الحكم الشرعي بالقتــــل تعزيرًا بحق الجانية وشريكها، وذلك لخطورة الأفعال التي ارتكباها وما ترتب عليها من آثار إنسانية واجتماعية مروعة.

في صباح يوم الأربعاء، الموافق 21 مايو 2025، تم تنفيذ الحكم في المنطقة الشرقية، لتُطوى بذلك صفحة دامية في تاريخ الجريمة داخل المملكة، وتُوجه رسالة واضحة لكل من تسول له نفسه المساس بأمن وسلامة المجتمع.