
مع اقتراب موعد وقفة عرفات، و رحلة صعود الحجاج إلى صعيد الجبل الطاهر، لحظات تشتاق فيها أرواح المسلمين لأداء هذه الفريضة العظيمة.تتجه أنظار وقلوب المسلمين في العالم كافة نحو هذا اليوم العظيم، حيث تتجلى فيه أسمى معاني الرحمة والمغفرة.إنه اليوم الذي ترفع فيه الدعوات، وتتجلى فيه الرحمات، وتحقق فيه الأمنيات.وفيه تغسل الأرواح من أعباء وهموم الدنيا، ليكون محطة رئيسية، و فرحة لا تنسى من ذاكرة من زار هذا المكان وشعر ب روحانية المكان الإيمانية.
وقفة عرفات الركن الأعظم في شعائر الحج
تعد وقفة عرفات الركن الأعظم من مناسك الحج، فهي اللحظة التي يقف فيها الحجاج على صعيد عرفات من طلوع الشمس حتى غروبها، متجردين من شعور العظمة والكبرياء. يجمعهم شعار واحد، وهدف واحد، ومكان واحد، لا فرق فيه بين أبيض وأسود، أو عربي و أعجمي. يتوجهون فيه إلى الله بصدق اللجوء، والدعاء، والاستغفار. لا يقتصر فضل هذا اليوم على الحجاج فقط، بل يمتد ليشمل المسلمين جميعًا بالصيام والعبادة في كل أصقاع الأرض، مما يزيد من روحانية هذا اليوم المبارك.
‘‘إقرأ أيضاً:قضاء يوم التروية 1446 هـ واستقبال عباد الرحمن له بالأراضي المقدسة بالتكبير والتسبيح‘‘
الخلفية التاريخية لوقفة جبل عرفات
يرتبط يوم وقفة عرفات بتاريخ إسلامي عريق، حيث يقال إن عرفات هو المكان الذي التقى فيه آدم وحواء بعد نزولهما إلى الأرض، ومنه جاءت التسمية.كما أنه المكان الذي خطب فيه النبي صلى الله عليه وسلم خطبة الوداع، التي كانت من أعظم الأحداث التاريخية. حددت هذه الخطبة معالم الإسلام السامية، ومبادئه، وقيمه المتمثلة في العدل، والرحمة، والمساواة.
تأثير وقفة عرفات على شعور الحجاج
مهما حاولنا أن نصف الشعور بعظمة هذا اليوم، لن تستطيع المفردات والعبارات أن تصف شعور من وقف بحمى الرحمن، وذاق حلاوة الوقوف و الخضوع بين يدي رب العباد. لكن يمكن أن نذكر نقاط قد تصف هذه التجربة التي لا مثيل لها، ومنها:
- تشكل وقفة عرفات تجربة إيمانية لا تنسى، حيث يذوب الحاج في بحر التضرع والخشوع لله.
- يدرك الحجاج في هذا اليوم معنى العبودية الخالصة لله تعالى.
- شعور السكينة والهدوء يغمر جميع الحجاج مع بدء التكبير والتهليل بصوت واحد.
- بين التكبير والتهليل، يبدأ المسلم صفحة جديدة في حياته، ماحية كل ذنوب و معاصي السنوات السابقة.
- ورغم كونه يومًا شاقا على حجاج الرحمن، إلا أنه يحمل في نفوسهم شعور الفوز، كونهم استطاعوا تلبية نداء الرحمن لأداء الفريضة الروحية>