تواجه بحيرة طبريا اليوم، وهي أكبر بحيرة مياه عذبة في المنطقة، والتي تقع في قلب شمال فلسطين، وتحديدًا بين سفوح الجليل ومرتفعات الجولان، خطرًا غير مسبوق، انخفاض منسوب بحيرة طبريا إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من 100 عام، في تطور يقرع ناقوس الخطر ويثير تساؤلات حول مستقبل الأمن المائي في الشرق الأوسط. حيث تعد البحيرة مصدرًا مائيًا استراتيجيًا يعتمد عليه الملايين.
انخفاض منسوب بحيرة طبريا
تواجه بحيرة طبريا، التي تعد واحدة من أهم مصادر المياه العذبة في منطقة الشرق الأوسط، خطرًا بيئيًا متزايدًا بعد تسجيل منسوب مائي منخفض غير مسبوق منذ قرن تقريبًا. حيث يشكل هذا التراجع الحاد في مستوى المياه مصدر قلق كبير للسلطات البيئية، وسط تغيرات مناخية متسارعة وزيادة الاعتماد على موارد البحيرة.
منسوب مياه طبريا تحت الخط الأحمر الأعلى
وفقًا لما أوردته تقارير حديثة، بلغ منسوب المياه في بحيرة طبريا نحو 3.36 متر تحت ما يعرف بـ “الخط الأحمر الأعلى”، وهو الحد الذي يشير إلى الامتلاء الكامل للبحيرة. وقد سُجّل انخفاض بنحو 1 سنتيمتر شهريًا خلال الأشهر الماضية، نتيجة التبخر المستمر وغياب الأمطار الكافية.
يمثل الخط الأحمر الأعلى المستوى الذي تعلن فيه السلطات أن البحيرة قد امتلأت بالكامل، وأي تجاوز له قد يؤدي إلى فيضانات.
الأسباب المحتملة لانخفاض منسوب بحيرة طبريا
قد يكون سبب هذا الانخفاض:
- التغير المناخي
تلعب التغيرات المناخية دورًا محوريًا في انخفاض منسوب البحيرة، من خلال قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، مما يسرع من عملية التبخر.
- الاستهلاك البشري الجائر
يستخدم جزء كبير من مياه بحيرة طبريا للشرب والزراعة، ما يفاقم من الضغوط على مواردها، خاصة في فترات الجفاف.
- غياب مصادر تغذية إضافية
تغيب مشاريع تغذية مستدامة لتعويض النقص، باستثناء محاولات محدودة لضخ مياه محلاة عبر محطات تحلية، وهي مشاريع ما زالت قيد الاختبار.
مخاطر استمرار تراجع مياه طبريا
قد تواجه بحيرة طبريا مرحلة الخطر الحقيقي إذا استمر هذا الانخفاض، وهو ما يُعرف بـ “الخط الأسود”، حيث تصبح المياه غير صالحة للاستهلاك البشري بسبب ارتفاع الملوحة وانخفاض نوعية المياه، مما قد ينتج عنه:
- انهيار التوازن البيئي.
- تضرر الثروة السمكية والحياة البحرية.
- انقطاع الموارد المائية لملايين السكان.
- تهديد لمشاريع الزراعة والري في المنطقة.
“اقرأ أيضًا: توثيق انفجار كويكب فوق الجزائر ليلة 7 مايو 2023“
حلول لوقف انخفاض منسوب بحيرة طبريا
تسعى الجهات المختصة إلى وضع خطط عاجلة للتعامل مع هذا التراجع، من بينها:
- ضخ مياه محلاة من البحر عبر أنابيب طويلة.
- إدارة موارد البحيرة بطريقة أكثر استدامة.
- التوعية المجتمعية بأهمية الترشيد المائي.
- المراقبة الدورية والتدخل السريع عند انخفاض غير طبيعي.
انخفاض منسوب بحيرة طبريا.. ليس مجرد أزمة محلية، بل إنذار عالمي عن حجم التأثيرات التي يخلفها التغير المناخي وسوء إدارة الموارد المائية. فالمطلوب الآن هو تفعيل سياسات مستدامة، ليس فقط لإنقاذ البحيرة، بل لحماية مستقبل المنطقة بأسرها من العطش والجفاف.