قصة الدكتورة بان زياد طارق .. لغز أشعل الرأي العام في مدينة البصرة بالعراق

قصة الدكتورة بان زياد طارق .. لغز أشعل الرأي العام في مدينة البصرة بالعراق

في صباح الرابع من أغسطس 2025، استيقظت مدينة البصرة على خبر صادم هزّ أركان المجتمع العراقي: وفاة الدكتورة بان زياد طارق، الطبيبة النفسية الشابة ذات السمعة المرموقة، في ظروف غامضة داخل منزل عائلتها. لم تكن قصة الدكتورة بان زياد طارق كمجرد طبيبة، بل رمزًا للطموح والتفاني؛ تخرجت من جامعة البصرة، وتألقت في مجال الطب النفسي، مقدمة محتوى طبيًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركة في مؤتمرات علمية. لكن وفاتها المفاجئة، التي أعلنت عائلتها أنها انتحار، أثارت جدلاً واسعًا تحولت معه القضية إلى قضية رأي عام، بين روايات متضاربة وشكوك حول شبهة جنائية. هذه القصة ليست مجرد حادثة، بل لغزٌ كشف هشاشة الثقة بين المجتمع والروايات الرسمية، وأثار تساؤلات عميقة حول العدالة والشفافية.


من هي بان زياد طارق؟

بان زياد طارق، من مواليد 1991 في البصرة، كانت نموذجًا للطبيبة الشابة الطموحة. تخرجت من كلية الطب بجامعة البصرة عام 2015، وتخصصت في الطب النفسي، حيث حازت على شهادة البورد العربي. اشتهرت بالكفاءة المهنية والتفاني في خدمة مرضاها، كما كانت نشطة عبر منصات التواصل في تقديم محتوى توعوي مبسط عن الصحة النفسية. شاركت في مؤتمرات طبية محلية، أبرزها محاضرة حول الاكتئاب والقلق في المجتمع العراقي. وصفتها زميلتها الدكتورة لينا الهاشمي بأنها “شغوفة بعملها ومليئة بالطاقة الإيجابية”، ما جعل رواية الانتحار صادمة وغير مقبولة للكثيرين وقصة الدكتورة بان زياد طارق.


وفاة الدكتورة بان زياد طارق الغامضة ورواية العائلة

في الرابع من أغسطس 2025، عُثر على جثمان بان في حمام منزل عائلتها بحي الخليج – البصرة. أعلنت العائلة أنها انتحرت نتيجة ضغوط نفسية وعملية، مشيرين إلى أنها كتبت عبارة “أريد الله” بدمها على الجدار، وتناولت حبوبًا مؤثرة عقليًا. لكن التقرير الطبي الأولي كشف عن تفاصيل مثيرة للجدل:

  • جروح قطعية عميقة في الذراعين.
  • كدمات في الوجه والرقبة.
  • ظهور عظم الساعد بشكل واضح.

هذه العلامات أثارت الشكوك، خصوصًا مع تأكيد الدكتورة لينا أن “الانتحار بشق طولي عميق في الذراعين غير معتاد”، مضيفة أن بان – كطبيبة نفسية – كانت تعرف وسائل أخرى أقل إيلامًا لإنهاء حياتها لو أرادت ذلك.


الشكوك والتحقيقات

سرعان ما تحولت قضية الدكتورة بان زياد طارق إلى لغز معقد.

  • زملاء الدكتورة بان زياد طارق ونشطاء أكدوا غياب أي علامات اكتئاب أو عزلة.
  • ظهرت تقارير عن خلافات بينها وبين شقيقها قبل أيام من الوفاة، ما دفع السلطات للتحقيق معه.
  • البعض ربط القضية بمقتل الأستاذة الجامعية سارة العبودة قبل أشهر، مدعين أن بان رفضت كتابة تقرير نفسي قد يخفف حكم الإعدام على المتهم، ما قد يفتح بابًا لاحتمال “القتل الانتقامي”.

الصور والفيديوهات المتداولة لجثمان الدكتورة بان زياد طارق عززت الشكوك، إذ أظهرت جروحًا لا تتماشى مع فرضية الانتحار.

موقف السلطات:

  • رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجه بتشكيل لجنة تحقيق.
  • أُحيلت القضية إلى الطب العدلي في بغداد.
  • في 18 أغسطس 2025، أعلن مجلس القضاء الأعلى أن الوفاة “انتحار”، مستندًا إلى رسالة بخط يدها وعدم وجود آثار خنق أو تسمم لتنتهي قصة الدكتورة بان زياد طارق.

لكن هذا البيان لم يُنهِ الجدل، إذ استمرت مطالبات الرأي العام بتحقيق مستقل، وبرزت وسوم مثل: #العدالة_لبان – #بان_ليست_انتحار


ردود الفعل والتأثير المجتمعي

أثارت قضية وقصة الدكتورة بان زياد طارق موجة غضب عارمة في العراق:

  • احتجاجات في البصرة شارك فيها أطباء، محامون، ونشطاء.
  • منظمات نسوية مثل شبكة النساء العراقيات طالبت بتحقيق مستقل، معتبرة أن قصة الدكتورة بان زياد طارق تعكس تحديات النساء في المجتمع.
  • النائب عدي عواد الحسن قدم مذكرة رسمية تطالب بإعادة فحص الجثة، مشيرًا إلى تناقضات في التقارير الطبية.
  • حتى محافظ البصرة أسعد العيداني وُجهت له اتهامات زائفة بالتهديد، قبل أن يتم نفيها بعد التحقق من فيديو متداول في قصة الدكتورة بان زياد طارق.

قصة الدكتورة بان زياد طارق ليست مجرد حادثة وفاة، بل مرآة تعكس تعقيدات المجتمع العراقي، من فقدان الثقة في الروايات الرسمية إلى تصاعد المطالبات بالشفافية. ورغم تأكيد القضاء على فرضية الانتحار، بقيت الشكوك قائمة بفعل تناقضات الأدلة، وشهادات زملائها، والتزامن مع قضايا أخرى مثيرة. تبقى قضية الدكتورة بان زياد طارق صرخة مدوية تطالب بالحقيقة، وتذكيرًا بأن العدالة مسؤولية جماعية. هل كانت وفاة بان انتحارًا أم جريمة قتل؟ قد يظل الجواب غامضًا، لكن ذكراها ستبقى رمزًا للنضال من أجل الحقيقة والكرامة.