
كارثة بشرية شهدتها تونس مع غرق قاربين على الساحل التونسي، حيث فقد 27 مهاجرًا حياتهم بشكل مأساوي، بما في ذلك النساء والأطفال. كما تم إنقاذ 83 ناجيًا إضافيًا، إذ انطلقت الرحلة يوم 31 ديسمبر 2024 مع حلول العام الجديد 2025، وهم يحاولون عبور البحر بحثًا عن الأمان وفرصة جديدة.
الخسائر البشرية لكارثة غرق قاربين على الساحل التونسي
صرح زياد السديري المسؤول بالحماية المدنية بصفاقس عن تفاصيل الحادث قبالة السواحل التونسية تحديدًا عند أرخبيل قرقنة، إذ نتج عن غرق مركبين في تونس عشرات القتلى على النحو التالي:
- انتشال 27 جثة، بما في ذلك النساء والأطفال:
أكدت الحماية المدنية التونسية أن الضحايا كانوا من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث فر العديد منهم من الظروف المزرية في بلدانهم الأصلية. وكانت عائلات بأكملها من بين الذين لقوا حتفهم.
كان على متن القاربين 110 مهاجرين، أفاد الناجون أن القاربين كانا مكتظين وغير صالحين للإبحار، مما جعلهما عرضة للانقلاب.
- إنقاذ 83 ناجياً ونقل 15 إلى المستشفى:
تحرك خفر السواحل التونسي بسرعة لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح، ومع ذلك، كيحتاج الناجون عناية طبية فورية.
- استمرار عمليات البحث عن المفقودين:
تقوم السلطات بتمشيط المياه بالقرب من قرقنة بحثًا عن أشخاص مفقودين إضافيين، لكن الأمل يتضاءل مع مرور كل ساعة.
سبب غرق القوارب التي تحمل المهاجرين الأفريقيين على السواحل التونسية
يجعل الموقع الجغرافي لتونس منها نقطة انطلاق أساسية للمهاجرين، لكن الرحلة محفوفة بالمخاطر. إليك سبب الحادث:
- يقع الساحل التونس على بُعد أقل من 150 كيلومترًا عن الجزيرة الإيطالية “لامبيدوزا” الإيطالية، لذلك فهو نقطة للانطلاق تساعد في عملية الهجرة.
- السفن المكتظة وغير الصالحة للإبحار، فالعديد من القوارب التي يستخدمها المهربون سيئة الصيانة ومحملة بأكثر من طاقتها، مما يجعلها عرضة للانقلاب.
- المياه غير المستقرة والطقس غير المتوقع، فنجد البحر الأبيض المتوسط معروف بتياراته القوية والعواصف، وخاصة في الشتاء.
- موارد الإنقاذ المحدودة على الرغم من جهود خفر السواحل التونسي، فإن الحجم الهائل لحركة المهاجرين يضغط على قدرتهم على الاستجابة بشكل فعال.
- يتم تضليل العديد من المهاجرين من قبل المهربين الذين يعدونهم بالمرور الآمن، فقط للتخلي عنهم في ظروف غير آمنة.
أبرز التداعيات لأزمة المهاجرين في تونس
إن غرق قارب المهاجرين اليوم قبالة الساحل التونسي ليس مأساة معزولة، إذ تستمر حالات وفاة المهاجرين.. التي يخلف فيها البحر ضحايا واختفاءهم في المنطقة في الارتفاع.
- تم تسجيل ما بين 600 و700 حالة وفاة أو اختفاء للمهاجرين من الساحل التونسي في عام 2024 وحده. في عام 2023، تجاوز العدد 1300.
- تفيد تقارير حقوق الإنسان أن من بين الآلاف الذين يموتون، نسبة كبيرة من الأطفال والنساء الذين يفرون من الاضطهاد والعنف والفقر.
- الحاجة الملحة إلى حلول شاملة، بما في ذلك التعاون الدولي الأقوى وأنظمة الدعم الأفضل للسكان الضعفاء.
إن غرق قاربين على الساحل التونسي بمثابة تذكير صارخ بالمخاطر التي يواجهها المهاجرون في الهجرة غير الشرعية. إن معالجة الأسباب الجذرية للهجرة وتحسين جهود الإنقاذ أمر بالغ الأهمية لمنع المزيد من المآسي.