ليلة النصف من شعبان 2025/1446.. بيان الأدلة والأحاديث النبوية الواردة في فضلها وآراء العلماء حول شرعية إحيائها

ليلة النصف من شعبان 2025/1446.. بيان الأدلة والأحاديث النبوية الواردة في فضلها وآراء العلماء حول شرعية إحيائها

يحرص المسلمون على استغلال الأوقات  الفضيلة في التقرب إلى الله تعالى لنيل رضاه، ومنها ليلة النصف من شعبان، فما إن يدخل شهر شعبان حتى يبدأوا بالبحث عن أدلة فضل ليلة منتصف شعبان، والأعمال المستحب القيام بها في هذه الليلة. سنقف على الأدلة وآراء العلماء الواردة في ليلة نصف شعبان وبيان درجة صحتها في الاحتجاج على فضل هذه الليلة، وما المأثور من الدعاء والأعمال لإحيائها.

أهمية ليلة النصف من شعبان

ليلة النصف من شعبان، هي الليلة السابقة ليوم 15 شعبان، وتبدأ من غروب شمس  يوم 14 شعبان وتنتهي مع فجر يوم 15 شعبان، وتصادف هذا العام – 2025/1446..- ليلة الجمعة الموفق 13 فبراير.
هذه الليلة لها أهمية خاصة في الإسلام للأسباب التالية:

  • على أرجح ما ورد من السنة، تم فيها تحويل القبلة من القدس إلى المسجد الحرام  بمكة، وذلك خلال العام الثاني من الهجرة.
  • ورد في فضلها  أحاديث نبوية، ويحييها العديد من المسلمين بالعبادة.

فضل ليلة النص من شعبان

بعض المسلمين – استناداً لبعض الأحاديث النبوية – يؤمن بقدسيتها ويعتقد أنها فرصة للتوبة وأن الله يعتق فيها رقاباً من النار ويستجيب الدعاء، فيحيونها بالعبادة، ويصومون الــ15الخامس عشر من شعبان، بينما يرى آخرون أنها أدلة لا يحُتج بها.

وفقًا لرأي وفتاوى العلماء، فإنه قد ورد في ليلة النصف من شعبان عدة أحاديث؛ غالبيتها ضعيفة أوموضوعة لا يُحتج بها، ومنها ما يصح الاحتجاج به على فضلها. ورد أن الإمام ابن تيمية قال:

“وأما ليلة النصف من شعبان ففيها فضل، وكان في السلف من يصلي فيها، لكن الاجتماع فيها لإحيائها في المساجد بدعة”.

الأدلة الواردة حول شرعية ليلة منتصف شعبان

  • من الأحاديث الصالحة للاحتجاج على فضل ليلة نص شعبان، ما رواه البيهقي عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه، فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه” ورواه الطبراني، وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم 771.

  • من الأحاديث الضعيفة:

حديث رواه ابن ماجه: “إذا كانت ليلة النصف من شعبان، فقوموا ليلها، وصوموا نهارها؛ فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مبتلى فأعافيه، ألا كذا ألا كذا، حتى يطلع الفجر”. أخرجه الألباني في السلسلة الضعيفة، وقال: موضوع السند.

وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن” رواه ابن ماجه، وابن حبان عن معاذ بن جبل (ملاحظة: من العلماء من قال يُحتج به).

  • ورد في فضلها أحاديث صحح العلماء بعضاً منها وضعفها آخرون وإن أجازوا الأخذ بها في فضائل الأعمال.

الصيام وعبادات ليلة منتصف شعبان

  • دعاء ليلة النصف من شعبان: لم يرد عن النبي دعاء مخصص لهذه الليلة، ولا سور معينة للقراءة.
  • العبادة: لم يثبت عن النبي ﷺ ولا عن أحد من أصحابه تخصيص هذه الليلة بصلاة أو دعاء معين، وأول بداية لذلك كان من بعض التابعين.
  • صيام النصف من شعبان: لم يثبت أيضًا عن النبي ﷺ القول بصيام يوم نصف شعبان، ولا فعله الصحابة، ولا التابعين، وهو يعد أمر محدث.

قال الشيخ ابن عثيمين: أن صيام منتصف شعبان، وقيام ليلة النصف وردت أحاديث في فضلهما، لكن ضعفها أكثر أهل العلم، والأحاديث الضعيفة لا يُحتج بها. وبناءً عليه:

فإن تخصيص يوم النصف من شعبان بالصيام وليلة النصف من شعبان بالقيام غير مشروع لعدم صحة الأحاديث الواردة في ذلك عند أكثر أهل العلم، ولم يثبت شيء عن النبي ﷺ، ولا عن أصحابه في فضلها.

  • أما إذا صام المسلم يوم النصف من شعبان على أنه من الأيام البيض الثلاثة 15،14،13، فلا بأس؛ لأن صيام البيض سنة، فقد صح عنه ﷺ: “صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله”.
  • وله أن يصوم كما كان يصوم معلمه وقدوته النبي ﷺ: ” روى النسائي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما: يا رسولَ اللَّهِ ! لم ارك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبان؟ ! قالَ: ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ”. المحدث، الألباني المصدر، صحيح النسائي الجزء أو الصفحة:2356 حكم المحدث، حسن.

الاحتفال بليلة نصف شعبان

قال العلامة الشيخ ابن باز رحمه الله:

“أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة أو غيرها، وتخصيص يومها بالصيام، بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم، وليس له أصل في الشرع المطهر، بل هو مما حدث في الإسلام بعد عصر الصحابة-رضي الله عنهم”.