لم يكن سبب حادث الأمير الوليد بن خالد بن طلال مرتبطًا بنشاط عام أو حدث سياسي، بل بحادث سير مأساوي غيّر مجرى حياته بالكامل وأدخله في غيبوبة استمرت لأكثر من عشرين عامًا. وقد أثارت قصته تعاطفًا واسعًا داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، لتُصبح واحدة من أبرز القصص الإنسانية التي شغلت الرأي العام العربي.
سبب حادث الأمير الوليد بن خالد بن طلال
تعرض الأمير الوليد لحادث سيارة خطير في عام 2005، وذلك خلال تواجده في العاصمة البريطانية لندن. حيث تشير المعلومات المتداولة إلى أن السبب المباشر للحادث هو السرعة الزائدة، عندما كان يقود سيارته بسرعة عالية وفقد السيطرة عليها، مما أدى إلى اصطدام عنيف تسبب له بـ:
- نزيف دماغي حاد.
- نزيف داخلي في أماكن متفرقة من الجسم.
- إصابة خطيرة في الجمجمة والجهاز العصبي المركزي.
تم نقل الأمير إلى مستشفى متخصص، وأدخل في غيبوبة اصطناعية لحمايته من تفاقم الضرر الدماغي، إلا أن الغيبوبة تحولت إلى حالة طويلة الأمد استمرت أكثر من عشرين عامًا.
من هو الأمير الوليد بن خالد بن طلال؟
الأمير الوليد هو نجل الأمير خالد بن طلال آل سعود، أحد أبناء الأمير طلال بن عبد العزيز. وُلد في عام 1987، وكان من المنتظر أن يلتحق بالسلك العسكري، حيث كان يدرس في كلية عسكرية بمدينة لندن، استعدادًا لمستقبل واعد في خدمة الوطن.
لماذا استمرت غيبوبة الأمير الوليد طوال هذه السنوات؟
رغم الجهود الطبية الهائلة، لم يُظهر الأمير أي استجابة عصبية واعية بعد الحادث. ووفقًا لتقارير طبية، فإن النزيف الحاد الذي أصاب دماغه عطل المراكز العصبية المسؤولة عن الوعي والحركة.
حيث دخل الأمير في حالة تُعرف طبيًا بـ”الغيبوبة غير المستجيبة”، وهي حالة حرجة يصعب التنبؤ بإمكانية الشفاء منها، خاصة بعد مرور سنوات.
موقف الأسرة من حادث الأمير الوليد والغيبوبة
رفضت عائلة الأمير الوليد، وعلى رأسها والده الأمير خالد بن طلال.. فصل الأجهزة الطبية، مؤمنة بأن الله قادر على إحيائه من جديد، طوال عقدين من الزمن، حيث:
- تكفلت الأسرة برعايته في غرفة مجهزة بالكامل داخل المستشفى.
- ظلت تنشر مقاطع تُظهر تحركات بسيطة من جسده، كانت تُعتبر بارقة أمل للمتابعين، رغم تأكيد الأطباء أنها مجرد ردود أفعال لا إرادية.
وفاة الأمير الوليد بن خالد بن طلال بعد 20 عامًا من المعاناة
في 19 يوليو 2025، أعلنت الأسرة المالكة السعودية وفاة الأمير الوليد عن عمر يناهز 36 عامًا، بعد أن قضى معظم حياته في غيبوبة تامة.
وقد سادت حالة من الحزن والتعاطف على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نعاه الآلاف بكلمات مؤثرة، وأشادوا بثبات أسرته وصبرها طيلة هذه السنوات.
قصة معاناة الأمير النائم
تسلط قصة الأمير الوليد بن خالد الضوء على قضية هامة تتعلق بـالقيادة بسرعة زائدة، خاصة في أوساط الشباب. ما حدث يُعد تذكيرًا واقعيًا بخطورة السرعة في القيادة، وأن لحظة واحدة قد تغير مجرى حياة إنسان بالكامل.
كان سبب حادث الأمير الوليد بن خالد، سرعة زائدة أثناء قيادة السيارة، لكنه أدى إلى مأساة إنسانية استمرت لعقدين. وبينما طوى الزمن صفحة “الأمير النائم”، تبقى قصته محفورة في الذاكرة، تحمل بين طياتها رسائل عن الأمل، والإيمان، والحذر، وصدق الوفاء العائلي.